الفاء لتسبب هذا الوعيد عن الأمر بالإِنذار في قوله{ فأنذر}[ المدثر: 2] ،أي فأنذر المنذَرين وأنذرهم وقتَ النقر في الناقور وما يقع يومئذٍ بالذين أُنذروا فأعرضوا عن التذكرة ،إذ الفاء يجب أن تكون مرتبطة بالكلام الذي قبلها .
ويجوز أن يكون معطوفاً على{ فاصبر}[ المدثر: 7] بناء على أنه أمر بالصبر على أذى المشركين .
و{ الناقور}: البوق الذي ينادى به الجيش ويسمى الصُّور وهو قرن كبير ،أو شبهُه ينفخ فيه النافخ لنداء ناس يجتمعون إليه من جيش ونحوه ،قال خُفاف بن نَدْبَةَ:
إذا نَاقورُهم يوماً تَبَدَّى *** أجاب الناسُ من غرب وشَرق
ووزنه فاعول وهو زنة لما يقع به الفعل من النقْر وهو صوت اللسان مثل الصفير فقوله نُقر ،أي صُوِّت ،أي صوَّت مُصَوِّتٌ .وتقدم ذكر الصور في سورة الحاقة .
و ( إذا ) اسم زمان أضيف إلى جملة{ نقر في الناقور} وهو ظرف وعامله ما دل عليه قوله:{ فَذلك يومئذٍ يوم عسير} لأنه في قوة فِعْل ،أي عَسُر الأمرُ على الكافرين .