و{ كلا} ردع وإبطال لما تضمنه{ أين المفر} من الطمع في أن يجد للفرار سبيلاً .
و{ الوَزر}: المكان الذي يُلجأ إليه للتوقي من إصابة مكروه مثل الجبال والحصون .
فيجوز أن يكون{ كلاّ لا وَزَر} كلاماً مستأنفاً من جانب الله تعالى جواباً لمقالة الإِنسان ،أي لا وزر لكَ ،فينبغي الوقفُ على{ المفر} .ويجوز أن يكون من تمام مقالة الإِنسان ،أي يقول: أين المفر ؟ويجيب نفسه بإبطال طعمه فيقول{ كَلاّ لا وزَر} أي لا وزر لي ،وذلك بأن نظر في جهاته فلم يجد إلاّ النار كما ورد في الحديث ،فيحسن أن يُوصل{ أين المفر} بجملة{ كلا لا وَزَر} .
وأما قوله:{ إلى ربك يومئذٍ المستقرّ} فهو كلام من جانب الله تعالى خاطب به النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا بقرينة قوله:{ يومئذٍ} ،فهو اعتراض وإدْماج للتذكير بمُلك ذلك اليوم .