الخطاب لغير معين .و{ ثَمّ} إشارة إلى المكان ولا يكون إلاّ ظرفاً والمشار إليه هنا ما جرى ذكره أعني الجنة المذكورة في قوله:{ وجزاهم بما صبروا جَنة}[ الإنسان: 12] .
وفعل{ رأيتَ} الأول منزل منزلة اللازم يدل على حصول الرؤية فقط لا تعلُّقِها بمرئي ،أي إذا وجهت نظرك ،و{ رأيتَ} الثاني جواب{ إذا} ،أي إذا فتحت عينك ترى نعيماً .
والتقييد ب{ إذا} أفاد معنى الشرطية فدل على أن رؤية النعيم لا تتخلف عن بصر المبصر هنالك فأفاد معنى: لا ترى إلاّ نعيماً ،أي بخلاف ما يرى في جهات الدنيا .
وفي قوله:{ ومُلْكاً كبيراً} تشبيه بليغ ،أي مثل أحوال المُلك الكبير المتنعِّم ربه .
وفائدة هذا التشبيه تقريب المشبه لِمدارك العقول .
والكبير مستعار للعظيم وهو زائد على النعيم بما فيه من رفعة وتذليل للمصاعب .