وبما أنّ من المحال وصف النعم والمواهب للعالم الآخر مهما بلغ الكلام من البيان والبلاغة ،ولذا يقول تعالى في الآية الأُخرى كلاماً مطلقاً: ( وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيماً وملكاً كبيراً ){[5653]} .
وردت في ( النعيم ) و( الملك الكبير ) أقوال كثيرة ،منها ما ورد في حديث للإمام الصادق( عليه السلام ) عندما سئل عن معنى الآية إذ قال: ( أي لا يفنى ولا يزول ){[5654]} .
أو أنّ نعم الجنان لا توصف لكثرتها .
أو أنّ «الملك الكبير » هو استئذان الملائكة للدخول على أهل الجنان و يحيوهم بالسلام .
أو أنّ أهل الجنان يحصلون على ما يشاءون .
أو أنّ أقل أهل الجنان مرتبة يحصل على ملك من السعة أنّه يرى من الطريق ما يكون على بعد ألف سنة لو نظر إليه كان بينه وبين ملكه ألف سنة .
أو يراد به الملك الدائم والأبدي المقترن مع تحقيق جميع الآمال ...
«النعيم »: يراد بها في اللغة النعم الكثيرة و( ملك كبير ) يخبر عن عظمة واتساع رياض أهل الجنّة ،ولذا فإنّ لهما معنيين واسعين بحيث يشملان جميع ما قيل فيهما .