اعتراض بين الجُمل التي سيقت مساق التعليل وبين جملة{ فذوقوا}[ النبأ: 30] وفائدة هذا الاعتراض المبادرة بإعلامهم أن الله لا يخفى عليه شيء من أعمالهم فلا يدع شيئاً من سيئاتهم إلا يحاسبهم عليه مَا ذكر هنا وما لم يذكر ؛كأنه قيل: إنهم كانوا لا يرجون حساباً وكذبوا بآياتنا ،وفعلوا مما عدا ذلك وكل ذلك محصي عندنا .
ونُصِب{ كلَّ} على المفعولية ل{ أحصيناه} على طريقة الاشتغال بضميره .
والإحصاء: حساب الأشياء لضبط عددها ،فالإحصاء كناية عن الضبط والتحصيل .
وانتصب{ كتاباً} على المفعولية المطلقة ل{ أحصيناه} .والتقدير: إحصاء كتابة ،فهو مصدر بمعنى الكتابة ،وهو كناية عن شدة الضبط لأن الأمور المكتوبة مصونة عن النسيان والإغفال ،فباعتبار كونه كناية عن الضبط جاء مفعولاً مطلقاً ل ( أحصينا ) .