شبه الله تعالى أعمال الكفار في بطلانها وعدم الانتفاع بها برماد مرت عليه ريح شديدة في يوم عاصف .
فشبه سبحانه أعمالهم في حبوطها وذهابها باطلا كالهباء المنثور ، لكونها على غير أساس من الإيمان والإحسان ، وكونها لغير الله - عز وجل - وعلى غير أمره:برماد طيرته الريح العاصف ، فلا يقدر صاحبه على شيء منه وقت شدة حاجته إليه . فلذلك قال:{ لا يقدرون مما كسبوا على شيء} لا يقدرون يوم القيامة مما كسبوا من أعمالهم على شيء فلا يرون له أثرا من ثواب ، ولا فائدة نافعة . فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا لوجهه ، موافقا لشرعه .
والأعمال أربعة:فواحد مقبول . وثلاثة مردودة .
فالمقبول:( الخالص الصواب ) .
فالخالص:أن يكون لله لا لغيره .
والصواب:أن يكون مما شرعه الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم .
والثلاثة مردودة ما خالف ذلك .
وفي تشبيهها بالرماد سر بديع . وذلك للتشابه الذي بين أعمالهم وبين الرماد ، في إحراق النار وإذهابها لأصل هذا وهذا ، فكانت الأعمال التي لغير الله ، وعلى غير مراده:طعمة للنار ، وبها تسعر النار على أصحابها ، وينشئ الله سبحانه لهم من أعمالهم الباطلة نارا وعذابا ، كما ينشىء لأهل الأعمال الموافقة لأمره ونهيه التي هي خالصة لوجهه من أعمالهم نعيما وروحا ، فأثرت النار في أعمال أولئك حتى جعلتها رمادا . فهم وأعمالهم وما يعبدون من دون الله وقود النار .