{ النُّون} الحوت{ مُغاضبا} مراغماً للملك حزقيا ولم يكن به بأس ، أو لقومه ، أو لربه من غير مراغمة لأنها كفر ، بل مغاضبته خروجه بغير إذنه . وذهب لأن خلقه كان ضيقاً فلما أثقلته أعباء النبوة ضاق بهم فلم يصبر ، أو كان من عادة قومه قتل الكاذب فلما أخبرهم بنزول العذاب ثم رفعه الله تعالى عنهم قال:لا أرجع إليهم كذاباً وخاف القتل فخرج هارباً{ فظنّ أن لن [ نَقدِر]} نضيق{ عليه} طرقه"ع "{ ومن قُدِرَ عليه رزقه} [ الطلاق:7] ضُيق ، أو ظن أن لن نحكم عليه بما حكمنا ، أو ظن أن لن نُقدّر عليه من العقوبة ما قدرنا من القدر وهو الحكم دون القدرة ، ولذلك قرأ ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ' نُقدِر عليه ' ، أو تقديره أفظن أن لن نقدر عليه ، ولا يجوز أن يحمل على ظن العجز لأنه كفر .{ الظلمات} ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة الحوت"ع "، أو الحوت في بطن الحوت{ من الظالمين} لنفسي بخروجي بغير إذنك ولم يكن ذلك عقوبة له لأن الأنبياء لا يعاقبون بل كان تأديباً وقد يؤدب من لا يستحق العقاب كالصبيان .