{ من تاب} من الزنا{ وآمن} من الشرك وعمل صالحاً بعد السيئات .{ حسنات} يبدلون في الدنيا بالشرك إيماناً وبالزنا إحصاناً ، وذكر الله تعالى بعد نسيانه وطاعته بعد عصيانه ، أو في الآخرة من غلبت سيئاتُه حسناته بُدلت سيئاته حسنات ، أو يبدل عقاب سيئاته إذا تاب منها بثواب حسناته التي انتقل إليها .{ غفورا} لما سبق على التوبة .{ رحيما} بعدها . لما قتل وحشي حمزة كتب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم . هل لي من توبة فإن الله تعالى أنزل بمكة إياسي من كل خير .{ والذين لا يدعون مع الله} الآية [ 68] وأن وحشياً قد زنا وأشرك وقتل النفس فأنزل الله تعالى:{ إلاّ من تاب} من الزنا وآمن بعد شرك وعمل صالحاً بعد السيئات الآية . فكتب بها الرسول صلى الله عليه وسلم اليه فقال:هذا شرط شديد ولعلي لا أبقى بعد التوبة حتى أعمل صالحاً . فكتب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هل من شيء أوسع من هذا . فنزلت{ إنّ الله لا يغفر أن يُشرك به} الآية [ النساء:48] فكتب بها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى وحشي فقال:إني أخاف أن لا أكون من مشيئة الله فنزل في وحشي وأصحابه{ قل يا عبادي الذين أسرفوا} الآية [ الزمر:53] فبعث بها إلى وحشي فأتى الرسول صلى الله عليه وسلم فأسلم .