وقوله:( تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا ) أي:يكاد يكون ذلك عند سماعهن هذه المقالة من فجرة بني آدم ، إعظاما للرب وإجلالا; لأنهن مخلوقات ومؤسسات على توحيده ، وأنه لا إله إلا هو ، وأنه لا شريك له ، ولا نظير له ولا ولد له ، ولا صاحبة له ، ولا كفء له ، بل هو الأحد الصمد:
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
قال ابن جرير:حدثني علي ، حدثنا عبد الله ، حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله:( تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا ) قال:إن الشرك فزعت منه السماوات والأرض والجبال ، وجميع الخلائق إلا الثقلين ، فكادت أن تزول منه لعظمة الله ، وكما لا ينفع مع الشرك إحسان المشرك ، كذلك نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله ، فمن قالها عند موته وجبت له الجنة ". قالوا:يا رسول الله ، فمن قالها في صحته ؟ قال:"تلك أوجب وأوجب ". ثم قال:"والذي نفسي بيده ، لو جيء بالسماوات والأرضين وما فيهن ، وما بينهن ، وما تحتهن ، فوضعن في كفة الميزان ، ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى ، لرجحت بهن "
هكذا رواه ابن جرير ، ويشهد له حديث البطاقة ، والله أعلم .
وقال الضحاك:( تكاد السماوات يتفطرن منه ) أي:يتشققن فرقا من عظمة الله .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم:( وتنشق الأرض ) أي:غضبا لله ، عز وجل .
( وتخر الجبال هدا ) قال ابن عباس:هدما .
وقال سعيد بن جبير:( هدا ) ينكسر بعضها على بعض متتابعات .
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا محمد بن عبد الله بن سويد المقبري ، حدثنا سفيان بن عيينة ، حدثنا مسعر ، عن عون بن عبد الله قال:إن الجبل لينادي الجبل باسمه:يا فلان ، هل مر بك اليوم ذاكر الله عز وجل ؟ فيقول:نعم ، ويستبشر . قال عون:لهي للخير أسمع ، أفيسمعن الزور والباطل إذا قيل ولا يسمعن غيره ، ثم قرأ:( تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا