ثم وصف شدة شأن مقولهم بقوله سبحانه:
{ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ} أي يشققن{ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَن} أي لأن{ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا} وذلك لغيرتها على المقام الرباني الأحدي أن ينسب له ما ينزه عنه ويشعر بحاجته ووجود كفء له وفنائه .وذلك لأن الولادة إنما تكون من الحي الذي له مزاج .وما له مزاج فهو مركب ونهايته إلى انحلال وفناء ،وهو سبحانه تنزه عن ذلك ،كما قال:{ وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} أي مملوكا له يأوي إليه بالعبودية والذل .