وقوله:( كأنهن بيض مكنون ) وصفهن بترافة الأبدان بأحسن الألوان .
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما:( كأنهن بيض مكنون ) يقول:اللؤلؤ المكنون .
وينشد هاهنا بيت أبي دهبل الشاعر في قصيدة له:
وهي زهراء مثل لؤلؤة الغو اص ميزت من جوهر مكنون
وقال الحسن:( كأنهن بيض مكنون ) يعني:محصون لم تمسه الأيدي .
وقال السدي:البيض في عشه مكنون .
وقال سعيد بن جبير:( [ كأنهن] بيض مكنون ) ، يعني:بطن البيض .
وقال عطاء الخراساني:هو السحاء الذي يكون بين قشرته العليا ولباب البيضة .
وقال السدي:( كأنهن بيض مكنون ) يقول:بياض البيض حين ينزع قشره . واختاره ابن جرير لقوله:( مكنون ) ، قال:والقشرة العليا يمسها جناح الطير والعش ، وتنالها الأيدي بخلاف داخلها ، والله أعلم .
وقال ابن جرير:حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، حدثنا محمد بن الفرج الصدفي الدمياطي ، عن عمرو بن هاشم ، عن ابن أبي كريمة ، عن هشام ، عن الحسن ، عن أمه ، عن أم سلمة - رضي الله عنها - قلت:يا رسول الله ، أخبرني عن قول الله:( كأنهن بيض مكنون ) قال:"رقتهن كرقة الجلدة التي رأيتها في داخل البيضة ، التي تلي القشر وهي الغرقئ ".
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي:حدثنا أبو غسان النهدي ، حدثنا عبد السلام بن حرب ، عن ليث ، عن الربيع بن أنس ، عن أنس - رضي الله عنه - قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا ، وأنا خطيبهم إذا وفدوا ، وأنا مبشرهم إذا حزنوا ، وأنا شفيعهم إذا حبسوا ، لواء الحمد يومئذ بيدي ، وأنا أكرم ولد آدم على ربي - عز وجل - ولا فخر ، يطوف علي ألف خادم كأنهن البيض المكنون - أو:اللؤلؤ المكنون ".