وأخيراً ،فإنّ آخر آية في بحثنا هذا تعطينا وصفاً آخر لزوجات الجنّة ،إذ توضّح طهارتهنّ وقداستهن من خلال هذه العبارة ( كأنّهنّ بيض مكنون ) أي إنّهن نظيفات وظريفات ،وذوات أجسام بيضاء صافية كالبيض الذي كنه الريش في العشّ فلم تمسّه الأيدي ولم يصبه الغبار .
( بيض ) جمع بيضة .
( مكنون ) مشتقّة من ( كن ) على وزن ( جنّ ) وتعني المستور بالادخار .
هذا التشبيه القرآني يتّضح بصورة جيّدة إذا نظر الإنسان إلى البيضة في اللحظة التي تنفصل فيها عن الدجاجة ،ولم تمسّها بعد يد الإنسان لتستقرّ تحت جناح الدجاجة وريشها ،إذ تبدو عليها شفافية وصفاء عجيبان .
وبعض المفسّرين يرى بأنّ كلمة ( مكنون ) تعني المحتويات الداخلية للبيضة المختفية تحت القشرة ،وفي الواقع فإنّ التشبيه المذكور يشير إلى بيضة مطبوخة قد اُزيلت قشرتها الخارجية لتوّها ،وقد بدا عليها البياض اللامع والنعومة واللطافة .
الملاحظ أنّ عبارات القرآن المجيد الخاصّة بتوضيح الحقائق ،عميقة ومفعمة بالمعاني ،فعبارة قصيرة ولطيفة واحدة توضّح حقائق كثيرة وباُسلوب لطيف .
/خ49