وقوله:( ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ) أي:لا يجيب إلى ذلك ( ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ) أي:إنما نقص نفسه من الأجر ، وإنما يعود وبال ذلك عليه ، ( والله الغني ) أي:عن كل ما سواه ، وكل شيء فقير إليه دائما ; ولهذا قال:( وأنتم الفقراء ) أي:بالذات إليه . فوصفه بالغنى وصف لازم له ، ووصف الخلق بالفقر وصف لازم لهم ، [ أي] لا ينفكون عنه .
وقوله:( وإن تتولوا ) أي:عن طاعته واتباع شرعه ( يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) أي:ولكن يكونون سامعين مطيعين له ولأوامره .
وقال ابن أبي حاتم ، وابن جرير:حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني مسلم بن خالد ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة [ رضي الله عنه] أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية:( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) ، قالوا:يا رسول الله من هؤلاء الذين إن تولينا استبدل بنا ثم لا يكونوا أمثالنا ؟ قال:فضرب بيده على كتف سلمان الفارسي ثم قال:"هذا وقومه ، ولو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من الفرس "تفرد به مسلم بن خالد الزنجي ، ورواه عنه غير واحد ، وقد تكلم فيه بعض الأئمة ، والله أعلم .
آخر تفسير سورة القتال .