هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية ، فقال تعالى:( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ) أي:أوجدوا من غير موجد ؟ أم هم أوجدوا أنفسهم ؟ أي:لا هذا ولا هذا ، بل الله هو الذي خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا .
قال البخاري:حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان قال:حدثوني عن الزهري ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه قال:سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالطور ، فلما بلغ هذه الآية:( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون ) كاد قلبي أن يطير .
وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من طرق ، عن الزهري ، به . وجبير بن مطعم كان قد قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد وقعة بدر في فداء الأسارى ، وكان إذ ذاك مشركا ، وكان سماعه هذه الآية من هذه السورة من جملة ما حمله على الدخول في الإسلام بعد ذلك .