وقال هناك:( فيهما من كل فاكهة زوجان ) ، وقال هاهنا:( فيهما فاكهة ونخل ورمان ) ، ولا شك أن الأولى أعم وأكثر في الأفراد والتنويع على فاكهة ، وهي نكرة في سياق الإثبات لا تعم ; ولهذا فسر قوله:( ونخل ورمان ) من باب عطف الخاص على العام ، كما قرره البخاري وغيره ، وإنما أفرد النخل والرمان بالذكر لشرفهما على غيرهما .
قال عبد بن حميد:حدثنا يحيى بن عبد الحميد ، حدثنا حصين بن عمر ، حدثنا مخارق ، عن طارق بن شهاب ، عن عمر بن الخطاب قال:جاء أناس من اليهود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا:يا محمد ، أفي الجنة فاكهة ؟ قال:"نعم ، فيها فاكهة ونخل ورمان ". قالوا:أفيأكلون كما يأكلون في الدنيا ؟ قال:"نعم وأضعاف ". قالوا:فيقضون الحوائج ؟ قال:"لا ولكنهم يعرقون ويرشحون ، فيذهب الله ما في بطونهم من أذى ".
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي حدثنا الفضل بن دكين ، حدثنا سفيان ، عن حماد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال:نخل الجنة سعفها كسوة لأهل الجنة ، منها مقطعاتهم ، ومنها حللهم ، وكربها ذهب أحمر ، وجذوعها زمرد أخضر ، وثمرها أحلى من العسل ، وألين من الزبد ، وليس له عجم .
وحدثنا أبي:حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد - هو ابن سلمة - عن أبي هارون ، عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كمثل البعير المقتب ".