( والملك على أرجائها ) الملك:اسم جنس ، أي:الملائكة على أرجاء السماء .
قال ابن عباس:على ما لم يه منها ، أي:حافتها . وكذا قال سعيد بن جبير ، والأوزاعي . وقال الضحاك:أطرافها . وقال الحسن البصري:أبوابها . وقال الربيع بن أنس في قوله:( والملك على أرجائها ) يقول:على ما استدق من السماء ، ينظرون إلى أهل الأرض .
وقوله:( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) أي:يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة . ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش العرش العظيم ، أو:العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء ، والله أعلم بالصواب . وفي حديث عبد الله بن عميرة ، عن الأحنف بن قيس ، عن العباس بن عبد المطلب في ذكر حملة العرش أنهم ثمانية أوعال .
وقال ابن أبى حاتم:حدثنا أبو سعيد يحيى بن سعيد ، حدثنا زيد بن الحباب ، حدثني أبو السمح البصري ، حدثنا أبو قبيل حيي بن هانئ:أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول:حملة العرش ثمانية ، ما بين موق أحدهم إلى مؤخر عينه مسيرة مائة عام .
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي قال:كتب إلي أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري:حدثني أبي ، حدثنا إبراهيم بن طهمان ، عن موسى بن عقبة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أذن لي أن أحدثكم عن ملك من حملة العرش:بعد ما بين شحمة أذنه وعنقه بخفق الطير سبعمائة عام ".
وهذا إسناد جيد ، رجاله ثقات . وقد رواه أبو داود في كتاب "السنة "من سننه:حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله ، حدثنا أبي ، حدثنا إبراهيم بن طهمان ، عن موسى بن عقبة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش:أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسير سبعمائة عام ". هذا لفظ أبي داود .
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا أبو زرعة ، حدثنا يحيى بن المغيرة ، حدثنا جرير ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير في قوله:( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) قال:ثمانية صفوف من الملائكة . قال:وروي عن الشعبي [ وعكرمة] والضحاك . وابن جريج مثل ذلك . وكذا روى السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس:ثمانية صفوف . وكذا روى العوفي عنه .
وقال الضحاك ، عن ابن عباس:الكروبيون ثمانية أجزاء ، كل جنس منهم بقدر الإنس والجن والشياطين والملائكة .