وقوله:( فإذا هم بالساهرة ) قال ابن عباس:( بالساهرة ) الأرض كلها . وكذا قال سعيد بن جبير ، وقتادة ، وأبو صالح .
وقال عكرمة ، والحسن ، والضحاك ، وابن زيد:( بالساهرة ) وجه الأرض .
وقال مجاهد:كانوا بأسفلها فأخرجوا إلى أعلاها . قال:و ( بالساهرة ) المكان المستوي .
وقال الثوري:( بالساهرة ) أرض الشام ، وقال عثمان بن أبي العاتكة:( بالساهرة ) أرض بيت المقدس . وقال وهب بن منبه:( الساهرة ) جبل إلى جانب بيت المقدس . وقال قتادة أيضا:( بالساهرة ) جهنم .
وهذه أقوال كلها غريبة ، والصحيح أنها الأرض وجهها الأعلى .
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا خزر بن المبارك الشيخ الصالح ، حدثنا بشر بن السري ، حدثنا مصعب بن ثابت ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد الساعدي:( فإذا هم بالساهرة ) قال:أرض بيضاء عفراء خالية كالخبزة النقي .
وقال الربيع بن أنس:( فإذا هم بالساهرة ) ويقول الله - عز وجل -:( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار ) [ إبراهيم:48] ، ويقول:( ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ) [ طه:105 ، 106] . وقال:( ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة ) [ الكهف:47]:وبرزت الأرض التي عليها الجبال ، وهي لا تعد من هذه الأرض ، وهي أرض لم يعمل عليها خطيئة ، ولم يهراق عليها دم .