أي:{ وَقَالَ} يوسف عليه السلام:{ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا} وهو:الذي رأى أنه يعصر خمرا:{ اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} أي:اذكر له شأني وقصتي، لعله يرقُّ لي، فيخرجني مما أنا فيه،{ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ} أي:فأنسى الشيطان ذلك الناجي ذكر الله تعالى، وذكر ما يقرب إليه، ومن جملة ذلك نسيانه ذكر يوسف الذي يستحق أن يجازى بأتم الإحسان، وذلك ليتم الله أمره وقضاءه.
{ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} والبضع من الثلاث إلى التسع، ولهذا قيل:إنه لبث سبع سنين، ولما أراد الله أن يتم أمره، ويأذن بإخراج يوسف من السجن، قدر لذلك سببا لإخراج يوسف وارتفاع شأنه وإعلاء قدره، وهو رؤيا الملك.