فإنه يستدل بأيامه على كمال قدرته وعميم إحسانه، وتمام عدله وحكمته، ولهذا امتثل موسى عليه السلام أمر ربه، فذكرهم نعم الله فقال:{ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} أي:بقلوبكم وألسنتكم.{ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ} أي:يولونكم{ سُوءَ الْعَذَابِ} أي:أشده وفسر ذلك بقوله:{ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} أي:يبقونهن فلا يقتلونهن،{ وَفِي ذَلِكُمْ} الإنجاء{ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} أي:نعمة عظيمة، أو وفي ذلكم العذاب الذي ابتليتم به من فرعون وملئه ابتلاء من الله عظيم لكم، لينظر هل تصبرون أم لا؟