{يَسُومُونَكُمْ}: يذيقونكم .
{وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ}: يستبقونهن أحياءً للاسترقاق .
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ} ،وهو يريد تذكيرهم بأيام الله السالفة التي أهلك فيها فرعون وقومه ،وأنقذهم فيها ،بطريقةٍ معجزةٍ مثيرةٍ ،لا يملك القدرة عليها إلا الله ،{اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ} وظلمهم وبغيهم{يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} بمختلف الوسائل التي يملكونها ،والأوضاع التي يفرضونها{وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ} لئلا ينشأ جيلٌ جديدٌ ،يملك أمره ،ويستعد للوقوف بقوّة أمام الطغيان والاستعباد ،من مواقع الشعور بالعزّة وإرادة الحرية ،ما يجعل من وسائل الإبادة الشاملة ،الحلّ للهواجس المرعبة التي تطوف بأذهان الطغاة والمستكبرين الذين لا يستطيعون مواجهة شعوبهم بمنطق العقل والعلم والإقناع ،فيلجأون إلى منطق القهر والقتل والإذلال ،{وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ} إبقاءً للنساء لخدمة بيوت الطغاة ،{وَفِى ذلِكُمْ بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} وأي بلاءٍ أعظم من هذا البلاء الذي يشعر فيه الإنسان بانسحاق إنسانيته تحت إرادة هؤلاء الذين يعطون لأنفسهم الحق في التحكم بمصائر الناس وإبادتهم ،والضغط على حرياتهم ،والقضاء على مستقبلهم ؟