{تَأَذَّنَ}: من الأذان وهو الإعلام .
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ} بما يعنيه الأذان من إعلان عن الإرادة الإلهية التي تحدد لهم الخط المستقيم الذي يحكم علاقتهم بالله في جانب الرحمة والنقمة ،أو في طبيعة الثواب والعقاب ،{لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} في مفهوم الشكر العملي الذي يقتضي استعمال نعم الله في طاعته ،للحصول على رضاه ،تعبيراً عن الامتنان الروحي والعملي له ،فإن ذلك قد يحقّق زيادةً في نموّ النعمة ،على أساس أن النعمة التي تتحرك في نطاق ظروفها الطبيعيّة ،لا بد من أن تحقق قدراً كبيراً من النتائج يزيد عما إذا كانت حركتها بعيدة عن ذلك .وربّما كانت الزيادة وعداً من الله لهم ،بما يريد أن يفيض عليهم في الدنيا من كثرة النعم ،أو بما يريد أن يفيضه عليهم في الآخرة بإدخالهم جنته والحصول على رضاه ،فإن ذلك يعني انضمام نعم الآخرة إلى نعم الدنيا ،باعتبار أن ذلك يمثّل مضمون الزيادة ؛والله العالم .
{وَلَئِن كَفَرْتُمْ} وجحدتم النعمة ،بجحود الله أو رسله أو اليوم الآخر ،واستهنتم بوعيد الله وبما أعدّه للكافرين وللضالين من عقوبة ،{إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} ،لما يمثله من جزاءٍ صعب على مستوى العذاب في الآخرة .