المفردات:
تأذن: أي: آذن بمعنى: أعلم ،كتوعده بمعنى: أوعده ،غير أنه أبلغ منه .
التفسير:
{وإذ تأذن ربكم ...} .
وأي: واذكروا يا بني إسرائيل حين آذنكم ربكم ،وأعلمكم بوعده ووعيده ،حين قال:{لئن شكرتم لأزيدنكم} .
وشكر النعمة: استخدامها فيما خلقت له ،فمن شكر الله على النعمة ،وأخرج زكاة المال ،وحفظ شبابه وقوته من الفسوق والعصيان ،وأطاع الله واجتنب المعاصي ؛زاده الله نعمة التوفيق في الدنيا ،والنجاة في الآخرة ،وفي الحديث الشريف:( من ألهم الشكر ؛لم يحرم الزيادة )4 .
وسئل بعض الصلحاء عن الشكر فقال: ألاّ تتقوى بنعمه على معاصيه .
فحقيقة الشكر: الاعتراف للمنعم بالفضل ،وألا تستخدم النعمة في معصية الله ،وأنشد الهادي وهو يأكل:
أنا لك رزقه لتقوم فيه بطاعته وتشكر بعض حقه
فلم تشكر لنعمته ولكن قويت على معاصيه برزقه
فغص باللقمة وخنقته العبرة .
{ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} .
أي: ولئن كفرتم نعمة الله ،وجحدتم فضله عليكم ،وقد وهبكم العديد من النعم وسخّر لكم هذا الكون ،وأمدّكم بمقومات الحياة ،وأرسل لكم الرسل وأنزل الكتب ،وأرشدكم إلى الطريق المستقيم ،فإذا كفرتم نعم الله ،وجحدتم فضله ،وخالفتم أمره ؛عذبكم أشد العذاب .
{إن عذابي لشديد} .فإن الله يزيل النعم عن الكافرين ،وينتقم منهم في الدنيا ،ويعاقبهم في الآخرة .
قال تعالى:{ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور} .( سبأ:17 ) .
وفي الحديث:( إن العبد ليحرم الرزق ؛بالذنب يصيبه )5 .