{ وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ} الدنيا{ أَعْمَى} عن الحق فلم يقبله، ولم ينقد له، بل اتبع الضلال.{ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى} عن سلوك طريق الجنة كما لم يسلكه في الدنيا،{ وَأَضَلُّ سَبِيلًا} فإن الجزاء من جنس العمل، كما تدين تدان.
وفي هذه الآية دليل على أن كل أمة تدعى إلى دينها وكتابها، هل عملت به أم لا؟
وأنهم لا يؤاخذون بشرع نبي لم يؤمروا باتباعه، وأن الله لا يعذب أحدًا إلا بعد قيام الحجة عليه ومخالفته لها.
وأن أهل الخير، يعطون كتبهم بأيمانهم، ويحصل لهم من الفرح والسرور شيء عظيم، وأن أهل الشر بعكس ذلك، لأنهم لا يقدرون على قراءة كتبهم، من شدة غمهم وحزنهم وثبورهم.