قوله تعالى{ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا}
قال الشيخ الشنقيطي: المراد بالعمى في هذه الآية الكريمة عمى القلب لا عمى العين ويدل لهذا قوله تعالى{فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} لأن عمى العين مع أبصار القلب لا يضر بخلاف العكس فإن أعمى العين يتذكر فتنفعه الذكرى ببصيرة قلبه قال تعالى{عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى} .
أخرج الطبري بسنده الحسن من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله{ومن كان في هذه أعمى} يقول من عمي من قدرة الله في الدنيا فهو في الآخرة أعمى .
أخرج آدم بن أبي إياس والطبري بالسند الصحيح عن مجاهد{في هذه أعمى} قال: الدنيا .
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى:{ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى} قال: في الدنيا أعمى عما أراه الله من آياته من خلق السموات والأرض والجبال والنجوم{فهو في الآخرة} الغائبة التي لم يرها{أعمى وأضل سبيلا} .
أخرج عبد الرزاق والطبري من طريق ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى{فهو في الآخرة أعمى} قال: أعمى عن حجته في الآخرة .
وإسناده صحيح .