أي:{ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ} في أسفارك وغيرها, وهذا للعموم,{ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} أي:جهته. ثم خاطب الأمة عموما فقال:{ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} وقال:{ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} أكده بـ "إن "واللام, لئلا يقع لأحد فيه أدنى شبهة, ولئلا يظن أنه على سبيل التشهي لا الامتثال.{ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} بل هو مطلع عليكم في جميع أحوالكم, فتأدبوا معه, وراقبوه بامتثال أوامره, واجتناب نواهيه، فإن أعمالكم غير مغفول عنها, بل مجازون عليها أتم الجزاء, إن خيرا فخير, وإن شرا فشر.