{ فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ} عند استجابتنا له، سببا ووسيلة للنجاة، قبل وقوع أسبابه،{ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ} أي:السفينة{ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} أي:بأمرنا لك ومعونتنا، وأنت في حفظنا وكلاءتنا بحيث نراك ونسمعك.
{ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا} بإرسال الطوفان الذي عذبوا به{ وَفَارَ التَّنُّورُ} أي:فارت الأرض، وتفجرت عيونا، حتى محل النار، الذي لم تجر العادة إلا ببعده عن الماء،{ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} أي:أدخل في الفلك من كل جنس من الحيوانات، ذكرا وأنثى، تبقى مادة النسل لسائر الحيوانات، التي اقتضت الحكمة الربانية إيجادها في الأرض،{ وَأَهْلَكَ} أي:أدخلهم{ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ} كابنه،{ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا} أي:لا تدعني أن أنجيهم، فإن القضاء والقدر، قد حتم أنهم مغرقون.