قوله: ( فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا ) استجاب الله دعاء نوح فأوحى إليه أن يصنع الفلك بحفظ الله وكلاءته ،وأن يكون واثقا من أمر الله ومن نصره وتأييده ( ووحينا ) أي بتعليمنا إياه صنعة الفلك ؛فقد علمه الله كيفية ذلك فمكث في صنعه فترة من الزمن ،والمجرمون السفهاء يسخرون منه وهم غافلون عما هو آتيهم من عذاب التغريق .
قوله: ( فإذا جاء أمرنا وفار التنور ) إذا جاء أمر الله بنزول العذاب ،وفار الماء من تنور الخبز ،أي أن الإيذان بالغرق كان خروج الماء من التنور وهو موضع الحرق ليكون أبلغ في الإنذار والزجر ( فاسلك فيها من كل زوجين اثنين ) أي أدخل في السفينة من كل نوع من الأحياء صنفين ،أحدهما ذكر والآخر أنثى ( وأهلك إلا من سبق عليه القول ) أي واحمل فيها أهل بيتك من المؤمنين إلا من سبق فيهم على الله أنهم كافرون وأنهم من الهالكين ،كامرأته وابنه .
قوله: ( ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ) إذا رأيت نزول المطر ،وتدفق الماء من الأرض فعانيت نزول العذاب بهم فلا تأخذك بهم شفقة أو رأفة ،ولا تدع لهم بالنجاة ؛فإنهم هالكون بالتغريق لا محالة .