{فأوحينا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} أي بنظرنا ،وهو تعبير عن الحفظ والرعاية الإلهية ،كأن معه من الله حفّاظاً يكلأونه بعيونهم ،لئلا يتعرض له أحد في ما يقوم به من عملٍ ،{وَوَحْيِنَا} بالطوفان الذي يغرق كل شيء حوله{وَفَارَ التَّنُّورُ} بالماء الذي ينبع منه ،كما لو كان في حالة غليان وفوران ،{فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلِّ} مما حولك من الحيوان{زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} من ذكر وأنثى ،{وَأَهْلَكَ} من عيالك{إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ} ممن حقّت عليه كلمة العذاب بكفره وضلاله من زوجك وولدك ،{وَلاَ تخاطبني في الَّذِينَ ظَلَمُواْ} أنفسهم بالكفر والضلال ،لأن الموقف ليس موقف عاطفة تتحرك فيه شخصية الأب تجاه ولده ،أو الزوج تجاه زوجته ،بل هو موقف حقّ ورسالةٍ تنطلق فيها العاطفة لتؤكد رفضها للكفر كله حتى من أقرب الناس إليه ..{إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ} فيمن يغرق من الكافرين .