{ مِنْ مَحَارِيبَ} وهو كل بناء يعقد, وتحكم به الأبنية, فهذا فيه ذكر الأبنية الفخمة،{ وَتَمَاثِيلَ} أي:صور الحيوانات والجمادات, من إتقان صنعتهم, وقدرتهم على ذلك وعملهم لسليمان{ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} أي:كالبرك الكبار, يعملونها لسليمان للطعام, لأنه يحتاج إلى ما لا يحتاج إليه غيره ، "و "يعملون له قدورا راسيات لا تزول عن أماكنها, من عظمها.
فلما ذكر منته عليهم, أمرهم بشكرها فقال:{ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ} وهم داود, وأولاده, وأهله, لأن المنة على الجميع, وكثير من هذه المصالح عائد لكلهم.{ شُكْرًا} للّه على ما أعطاهم, ومقابلة لما أولاهم.{ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} فأكثرهم, لم يشكروا اللّه تعالى على ما أولاهم من نعمه, ودفع عنهم من النقم.
والشكر:اعتراف القلب بمنة اللّه تعالى, وتلقيها افتقارا إليها, وصرفها في طاعة اللّه تعالى, وصونها عن صرفها في المعصية.