{يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ} للعبادة{وَتَمَاثِيلَ} وهي الصور المجسمة أو مطلق الصور .
وقد جاء عن الإمام أبي جعفر محمد الباقر( ع ) جواباً عن سؤال بعض أصحابه عن المراد بالتماثيل ،قال: ما هي تماثيل الرجال والنساء ،ولكنها تماثيل الشجر وشبهه[ 1] .وقد استفاد منها بعض الفقهاء حرمة صنع تماثيل الإنسان ،لأن نفي موافقة سليمان على ذلك يوحي بالحرمة ،وتحفّظ البعض في استفادة ذلك منه ،لأن كفاية المرجوحية في صحة النفي حتى على مستوى الكراهة ،لا تلزم المؤمنين بالترك .
{وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} وهي صحاف الطعام الكبيرة الواسعة ،كالجواب التي هي الحياض التي يجبى فيها الماء أي ينقل إليها ويجمع فيها ،{وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} وهي التي يطبخ فيها الطعام ،وهي ثابتة في الأرض ،لتأمين حاجاته في تلبية أضيافه أو عمّاله الذين يأكلون على مائدته .
اعملوا آل داود شكراً
{اعْمَلُواْ آلَ دَاوُدَ شُكْراً} فقد عزّز الله مكانتكم بالنبوّة ،وأفاض عليكم من نعمه الشيء الكثير مما لم يعطه للكثير من عباده ورسله ،فلا بد من الانطلاق في خط الشكر العملي ،في الدعوة إلى الله ،والعمل في سبيله ،والسير في طريق طاعته ،{وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} الذين يملكون عمق المعرفة بالله ،في مواقع عظمته ونعمته ،وحقه العظيم على عباده في عبادتهم له ،وشكرهم لنعمائه .ولعل التأكيد على قلّة الشاكرين من عباده ،يوحي بأن مسألة الكثرة لا تمثل قيمةً إنسانيّةً في مضمون قرارها وحركتها ومنهجها العملي في الحياة ،لأنها ترتبط بالسطح الظاهر للأشياء ولا ترتبط بالعمق ما يجعلهم بعيدين عن خط الصواب .وليس معنى ذلك أن القلّة تمثلدائماًمعنى القيمة الإنسانية في مضمون الفكر وحركته ،بل إن المعنى العميق في ذلك ،هو عدم اعتبار الكثرة العددية أساساً للإيجاب ،كما أنّ القلّة العددية لا تمثل أساساً للسلب ،فلا بد من دراسة المضمون الداخلي للفكرة للقبول بها أو لرفضها .