فيقولون لهم تضرعا وترحما:{ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} في الدنيا نقول:{ لا إله إلا الله} ونصلي ونصوم ونجاهد، ونعمل مثل عملكم؟{ قَالُوا بَلَى} كنتم معنا في الدنيا، وعملتم [في الظاهر] مثل عملنا، ولكن أعمالكم أعمال المنافقين، من غير إيمان ولا نية [صادقة] صالحة، بل{ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ} أي:شككتم في خبر الله الذي لا يقبل شكا،{ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ} الباطلة، حيثتمنيتم أن تنالوا منال المؤمنين، وأنتم غير موقنين،{ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} أي:حتى جاءكم الموت وأنتم بتلك الحال الذميمة.
{ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} وهو الشيطان، الذي زين لكم الكفر والريب، فاطمأننتم به، ووثقتم بوعده، وصدقتم خبره.