قوله:{ينادونهم ألم نكن معكم} ينادي المنافقون المؤمنين: أما كنا معكم في الدنيا رفاقا صحابا نشهد معكم الصلوات ونعمل وإياكم الواجبات{قالوا بلى} بلى قد كنتم معنا{ولكنكم فتنتم أنفسكم} أركستم أنفسكم في فتنة النفاق فهلكتم{وتربصتم} بالإسلام والمسلمين الدوائر{وارتبتم} أي شككتم في البعث وفي قيام الناس من قبورهم للحساب{وغرّتكم الأماني} أي غركم الطمع وطول الآمال والرغبة في امتداد الآجال وخدعتكم الدنيا بمتاعها وزخرفها وزينتها{حتى جاء أمر الله} يعني جاءكم الموت{وغركم بالله الغرور} غركم ،أي خدعكم ،وأطمعكم بالباطل .والغرور ،بقتح الغين ،معناه الدنيا{[4459]} والمراد به ههنا الشيطان .
والمعنى المراد للآية ،أنه قد خدعكم الشيطان ،إذ فتنكم عن دين الله وسول لكم النفاق وفعل المنكرات والمعاصي وأوهمكم بأنه لا بعث ولا حساب .