/م12
المفردات:
بلى: حرف جواب ،يأتي جوابا لاستفهام منفى ،كما في الآية ،أو ردّا لنفي نحو: إنك لم تكن معي أمس ،فتقول: بلى قد كنت معك .
فتنتم أنفسكم: الفتن: إدخال الذهب النار لتظهر جودته من رداءته ،واستعمل في إدخال الإنسان النار ،أي: أهلكتم أنفسكم بالمعاصي والشهوات .
تربصتم: انتظرتم بالمؤمنين مصائب الزمان
وارتبتم: شككتم في أمر البعث وفي أمر الدين .
الأماني: الأباطيل من طول الآمال ،والطمع في انتكاس الإسلام .
الغرور: الشيطان .
التفسير:
14-{يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} .
ينادي المنافقون على المؤمنين قائلين لهم: ألم نكن معكم في الدنيا نصلي معكم الجمع والجماعات ،ونقف معكم على جبل عرفات ،ونقاتل معكم في الغزوات ،ونصلي كما تصلّّّّون ،ونصوم كما تصومون ،ونسير معكم فيما تفعلون ؟
{قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ ....}
أي: قال لهم المسلمون: نعم كنتم معنا في الظّاهر ،ولكنكم أهلكتم أنفسكم بالنفاق والخداع ،والاستكثار من متعة الدنيا وزينتها ،فعرّضتم أنفسكم للنار .
وتربّصتم: انتظرتم بالمؤمنين الدوائر ،وظننتم أن أمر الإسلام إلى زوال .
وارتبتم: شككتم في أمر الدّين ،ولم يتمكن الإيمان في قلوبكم .
وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ: خدعتكم الأباطيل والأماني الكاذبة ،بسعة رحمة الله لأمثالكم .
حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ: حتى فاجأكم الموت وأنتم على باطنكم .
وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ: خدعكم الشيطان عن أنفسكم ،وزين لكم التمرد والمعاصي والابتعاد عن الإسلام وتبعاته .
قال المفسرون: الغرور( بفتح الغين ) الشيطان ،لأنه يغرّ ويخدع الإنسان .
قال تعالى:{فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ...} ( فاطر: 5-6 ) .