{ينادونهم} ،المنادى المنافقون ،والمنادى المؤمنون ،{ألم نكن معكم} يعني في الدنيا كنا نصلي معكم ونتصدق ونذكر الله ،{قالوا بلى} يعني أنتم معنا ،ولكن في الظاهر دون الباطن ،ولهذا قالوا:{ولكنكم فتنتم أنفسكم} يعني أضللتموها{وتربصتم} ،انتظرتم بنا الدوائر{وارتبتم} شككتم في الأمر ،فليس عندكم إيمان{وغرتكم الأماني} أي: ظننتم أنكم محسنون لأنكم تقولون إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً ،نوفق بين المؤمنين والكافرين ،وبين الإيمان والكفر ،إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا فهم مع المؤمنين ،وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم ،فهم مع الكفار ،ظنوا أنهم بهذه المداهنة كسبوا المعركة ،فغرتهم الأماني{حتى جاء أمر الله} ،وذلك بموتهم{وغركم بالله الغرور} .الغرور هو الشيطان ودليل هذا قول الله تبارك وتعالى عنه حين وسوس إلى أبوينا قال الله عنه{فدلاهما بغرور} ،فالغرور هو الشيطان ،