أهل النفاق ينادون المؤمنين
{يُنَادُونَهُمْ} في حوار أهل النفاق مع أهل الإيمان{أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ} في الدنيا ،في البيت الواحد ،أو المنطقة الواحدة ،فكيف اختلفت حالنا عن حالكم ،ومصيرنا عن مصيركم ؟{قَالُواْ بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ} وعشتم الفتنة التي سقطتم فيها ودفعتكم إلى الانحراف ،{وَتَرَبَّصْتُمْ} بالمؤمنين أو بالرسالة الدوائر{وَارْتَبْتُمْ} فأخضعتم أفكاركم للريب وللشك الذي تعيشون فيه الاهتزاز الفكري والروحي من دون أن تعملوا على التحرك من أجل أن تخرجوا من ظلمة الشك إلى نور اليقين .
{وَغرَّتْكُمُ الأمَانِيُّ} فعشتم الأحلام المرضية التي يخيل إليكم فيها أنكم تملكون فيها زمام الأمور ،وتسيطرون فيها على قضية المصير ،{حَتَّى جَآءَ أَمْرُ اللَّهِ} وهو الموت الذي تشعرون فيه بالحقائق البيضاء الواضحة التي تعرفون فيها كيف تواجهون الموقف بجديةٍ ومسؤوليةٍ{وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُور} وهو الشيطان الذي يقود الإنسان إلى الخديعة بمكره وخداعه ،فيخيّل إليه بأن الله سوف يغفر له ويعفو عنه ويدخله جنته ،مهما بلغت خطاياه وسيئاته .
وهكذا يقف هؤلاء الموقف الصعب الذي لا يوحي إليهم بأيِّ أملٍ ضئيل ،ويصل الأمر إلى النهاية ،حيث يقفون أمام حالة اليأس القاتل الذي يغلق الباب على كل أملٍ .