وقوله:( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ )
يقول:إن الإنسان لكفور لنعم ربه. والأرض الكنود:التي لا تنبت شيئا, قال الأعشى:
أحْـدِثْ لَهَـا تُحْـدِثْ لِـوَصْلِكَ إنَّهـا
كُنُــدٌ لــوَصْلِ الزَّائِــرِ المُعْتـادِ (1)
وقيل:إنما سميت كندة:لقطعها أباها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثني عبيد الله بن يوسف الجبيري, قال:ثنا محمد بن كثير, قال:ثنا مسلم, عن مجاهد, عن ابن عباس, قوله:( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال:لكفور.
حدثني محمد بن سعد, قال:ثني أبي, قال:ثني عمي, قال:ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس:( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال:لربه لكفور.
حدثنا أبو كُرَيب, قال:ثنا وكيع, عن سفيان, عن منصور, عن مجاهد ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال:لكفور.
حدثنا ابن بشار, قال:ثنا عبد الرحمن, قال:ثنا سفيان, عن منصور, عن مجاهد, مثله.
حدثنا ابن حميد, قال:ثنا مهران, عن سفيان, عن منصور, عن مجاهد, مثله.
حدثني الحارث, قال:ثنا الحسن, قال:ثنا ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله.
حدثنا أبو كُرَيب, قال:ثنا وكيع, عن مهدي بن ميمون, عن شعيب بن الحبحاب, عن الحسن البصري:( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال:هو الكفور الذي يعد المصائب, وينسى نعم ربه.
حدثنا وكيع, عن أبي جعفر, عن الربيع, قال:الكنود:الكفور.
حدثنا ابن حميد, قال:ثنا مهران, عن سفيان, قال:قال الحسن:( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) يقول:لوام لربه يعد المصائب
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال:ثنا ابن ثور, عن معمر, عن الحسن ( لَكَنُودٌ ) قال:لكفور.
حدثنا بشر, قال:ثنا يزيد, قال:ثنا سعيد, عن قتادة ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال:لكفور.
حدثنا ابن حميد, قال:ثنا مهران, عن سعيد, عن قتادة, مثله.
حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي, قال:ثنا خالد بن الحارث, قال:ثنا شعبة, عن سماك أنه قال:إنما سميت كندة:أنها قطعت أباها( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال:لكفور.
حدثنا أبو كُرَيب, قال:ثنا عبيد الله, عن إسرائيل, عن جعفر بن الزبير, عن القاسم, عن أبي أمامة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال:"لَكَفُورٌ, الَّذِي يَأْكُلُ وَحْدَهُ وَيَضْرِبُ عَبْدَهُ, وَيَمْنَعُ رِفْدَهُ ".
حدثني يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:قال ابن زيد, في قوله:( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال:الكنود:الكفور, وقرأ:( إِنَّ الإنْسَانَ لَكَفُورٌ ) .
حدثنا الحسن بن علي بن عياش, قال:ثنا أبو المغيرة عبد القدوس, قال:ثنا حريز بن عثمان, قال:ثني حمزة بن هانيء, عن أبي أمامة أنه كان يقول:الكنود:الذي ينـزل وحده, ويضرب عبده, ويمنع رفده.
حدثني محمد بن إسماعيل الصوارى, قال:ثنا محمد بن سوار, قال:أخبرنا أبو اليقظان, عن سفيان عن هشام, عن الحسن, في قوله ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال:لوام لربه, يعد المصائب, وينسى النعم.
------------------------
الهوامش:
(1) البيت من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن ( 189 ) قال:{ إن الإنسان لربه لكنود}:لكفور . وكذلك الأرض الكنود التي لا تنبت شيئا . قال الأعشى:"أحدث لها ... "البيت . وفي ( اللسان:كند ) كند يكند كنودا:كفر النعمة . ورجل كناد ( كشداد ) وكنود . وقوله تعالى:{ إن الإنسان لربه لكنود} قيل:هو الجحود ، وهو أحسن . وقيل:هو الذي يأكل وحده ، ويمنع رفده ، ويضرب عبده . قال ابن سيده في التعليق على هذا الأخير:ولا أعرف له في اللغة أصلا ، ولا يسوغ أيضا من قوله:{ لربه} . وقيل:لكنود:لكفور بالنعمة . وقال الحسن:لوام لربه:يعد المصيبات ، وينسى النعم . وقال الزجاج:لكفور . يعني بذلك:الكافر . ا هـ .