{لَكَنُودٌ}: لكفور .
الجاحد بنعم الله
{إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} هذا هو جواب القسم الذي أرادت السورة أن تؤكده لتشير إلى الإنسان في حركته السلبية في موقفه من ربه عندما يبتعد عن وعي مقامه الربوبيّ الذي خلقه ،وأفاض عليه الكثير من نعمه ،ما جعله يستغرق فيها استغراق الغافل اللاهي الذي لا يفكر إلا في ما بين يديه ،من دون أن يلتفت إلى طبيعته في اتصاله بالله في موقع النعمة ،ولا بنتائجه ،من حيث كونه موقعاً للاختبار والامتحان ،لا تكريماً لصاحبه .وهكذا يقوده ذلك إلى الكفر بنعم الله ،فيكفر بوجوده أو بوحدانيته ،ويتمرد عليه في عصيانه لأوامره ونواهيه ،وهذا هو المراد بكلمة «الكنود » ،وهو الجحود بنعم الله في السلوك العملي الجاحِد .وربما كان في ذلك نوعٌ من التعريض بهؤلاء القوم الكافرين الذين هاجمهم المسلمون في هذه الغزوة ،باعتبار كفرهم بنعمة الإسلام التي هي من أعظم النعم وأغلاها ،لأنها تؤدي بالإنسان إلى السعادة في الدنيا والآخرةكما احتمل ذلك صاحب الميزان[ 3].