القول في تأويل قوله تعالى:فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره:فعقرت ثمود ناقة الله،وفي الكلام محذوفٌ قد ترك ذكرُه ، استغناءً بدلالة الظاهر عليه، وهو:"فكذبوه ""فعقروها "،فقال لهم صالح:، (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام) ، يقول:استمتعوا في دار الدنيا بحياتكم ثلاثة أيام، (ذلك وعد غير مكذوب) ، يقول:هذا الأجل الذي أجَّلتكم ، وَعْدٌ من الله، وعدكم بانقضائه الهلاكَ ونـزولَ العذاب بكم، (غير مكذوب)، يقول:لم يكذبكم فيه من أعلمكم ذلك.
* * *
18286- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:(فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب) ، وذكر لنا أن صالحًا حين أخبرهم أن العذاب أتاهم لبسُوا الأنطاع والأكسية، (3) وقيل لهم:إن آية ذلك أن تصفرَّ ألوانكم أوَّل يوم، ثم تحمرَّ في اليوم الثاني، ثم تسودَّ في اليوم الثالث . وذكر لنا أنهم لما عقرُوا الناقة ندموا ، وقالوا:"عليكم الفَصيلَ "؟ فصعد الفصيل القارَة،و "القارة "الجبل،حتى إذا كان اليوم الثالث، استقبل القبلة ، وقال:"يا رب أمي ، يا رب أمي "، ثلاثا. قال:فأرسلت الصيحة عند ذلك.
،وكان ابن عباس يقول:لو صعدتم القارة لرأيتم عظام الفصيل. وكانت منازل ثمود بحجْر بين الشام والمدينة.
18287- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة:(تمتعوا في داركم ثلاثة أيام) ، قال:بقية آجالهم.
18288- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة أن ابن عباس قال:لو صعدتم على القارة لرأيتم عظَام الفصيل.
-------------------
الهوامش:
(3) "الأنطاع "جمع "نطع "( بكسر فسكون ) ، وهو:الجلد والأدم . كانوا يتخذون لأنفسهم منها أكفانًا ، كما سيأتي في آخر الحديث رقم:18290 ص:377 .