/م64
المفردات:
فعقروها: قطعوا قوائمها بالسيف أو نحروها .
تمتعوا: عيشوا ،أو تلذذوا بالمنافع .
في داركم: منازلكم أو بلدكم .
ذلك وعد غير مكذوب: ذلك خبر غير مكذوب فيه .
التفسير:
65{فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ} .
تدل الآية على كنود الإنسان وعصيانه وتجبره ،فهذه ناقة من عند الله ،ترعى في أرض الله ،وتحلب لهم لبنا يكفيهم عن آخرهم ،ولا تكلفهم أي شيء سوى أن يتأملوا في قدرة الله على الخلق ،والإبداع على غير مثال سابق .
ومعنى الآية أن قوم صالح تآمروا مع بعض الأشقياء ؛رغبة في إيذاء صالح ،واستعجال المجهول ،وتحدي هذا النبي بأن ينزل بهم العذاب .
فذهب قدار بن سالف يعاونه بعض الأشقياء ،وهجموا على الناقة فقطعوا أرجلها بالسيف ،أو ضربوها في لبتها ؛فعقروها ؛فماتت ؛فقال لهم ربهم نبي الله صالح: أمامكم مهلة ثلاثة أيام ،ثم ينزل بكم العذاب ،فاستمتعوا بما تريدون من الطعام والمتع والسكنى ؛فإن العذاب نازل لا محالة .
والأيام الثلاثة إنذار مناسب ؛لأنه لو زادت المدة لطالت المهلة ،ولم يتحقق المراد من الإرجاف والخوف ،ولو قصرت عن ذلك لم تكن كافية للتأمل والتدبر ،وبين لهم: أن هذا وعيد صادق واقع .
{ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ} .هذا وعيد مؤكد ،غير مكذوب فيه .