{وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ 64فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ 65 فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ 66 وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ 67} .
المفردات:
ناقة الله: هي ناقة امتحن الله بها طاعتهم ؛إذ أمرهم ألا يمسوها بسوء ،وأن يدعوها تأكل من حيث أرادت ،فلم يأبهوا بهذا الأمر وعقروها ؛فأنزل الله بهم العذاب .
آية: معجزة دالة على صدق نبوة صالح .
ذروها: اتركوها .
عذاب قريب: عاجل .
/م64
التفسير:
64{وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ} .
أعطى الله نبيه صالحا آية ومعجزة تدل على صدقة ،وهي معجزة مدهشة عجيبة ؛فقد خلقها الله من صخرة في جوف الجبل ،وخلقها حاملا من غير ذكر ،وخلقها على تلك الصورة دفعة واحدة من غير ولادة ،وكان لها يوم تشرب فيه الماء وحدها ،ولكل القوم يوم ثان يشربون فيه الماء وحدهم ،وكانت تدر لبنا كثيرا يكفي الخلق العظيم ،فهذه الأمور جعلت الناقة آية متميزة تدل على أنها معجزة ، "والمعجزة: أمر خارق للعادة ،يظهرها الله على يد مدعي الرسالة ؛تصديقا له في دعواه ".
وتوجه صالح إلى قومه يقول: هذه ناقة الله .أي: معجزة الله لكم ،إضافتها إلى الله ؛إضافة تشريف وتعظيم ،وتلطف صالح مع قومه حين ناداهم بقوله:
{وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً} .أي: يا عشيرتي وأقاربي ،هذه الناقة أنزلها الله من بين جبلين ،وهي آية ومعجزة ظاهرة لكم ؛لتعتبروا وتصدقوا بأني رسول من قبل الله .
{فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ} .أي: اتركوها ترعى من النبات والكلأ المباح ،ولا تتحملوا مؤنتها ؛فالناقة ناقة الله ،والأرض أرض الله ،أنبت بها الكلأ والمرعى .
{وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ} .أي: ولا يمسها أحد منكم بأذى ؛فيأخذكم عذاب عاجل ،لا يتأخر عنكم إلا يسيرا .