{آيَةً}: المراد بالآية هنا: المعجزة .
{فَذَرُوهَا}: صوت الصاعقة .
{وَيا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً} ،ولم يذكر القرآن لنا التفاصيل عن طبيعة المعجزة في هذه الناقة ،مما جعل الروايات تختلف في تفسير ذلك اختلافاً يقترب بها من الأساطير ،فلتراجع في مظانّها من كتب التفسير ،لأننا لا نجد كبير فائدة في تناولها ما دام القرآن لا يريد أن يدخل في تفاصيلها ،لأن دور القصص القرآني هو إعطاء الدرس من مجمل القصة ولا يعطي للفكرة امتدادها الزمني ،مما يجعل القصة ترتبط بالجوانب العامة ،لا بالجوانب الخاصة ،{فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِى أَرْضِ اللَّه} فلا يُتَعَرَّضُ لها في أي مكان أرادت أن ترعى من أرض الله ،لأن الله جعل لها الحرية في ذلك بما أوحاه إليّ ،{وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ} لأن لها عند الله حرمةً كبيرةً ،لكونها نموذج الآية المتحركة التي يرى الناس من خلال خصائصها الدليل على عظمة الله من جهة ،وصدق الرسول من جهة أخرى ،{فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ} لأن معنى قتلها ،هو إعلان الحرب على الله ،والتمرّد على إنذاره ،ومواجهة الموقف الإلهي بالتحدي الذي يسخر من وعيد الرسول لهم بعذاب الله ،لإبطال مصداقية الرسالة في حركة المجتمع ،وتفرقة المؤمنين من حوله ،فضلاً عن غير المؤمنين .