{ ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب64} .
نسب صالح الناقة إلى الله مع أن كل شيء من المخلوقات منسوب إلى الله ، ولكن الله تعالى اختارها لتكون معجزة صالح عليه السلام ، كان ذلك له فضل اختصاص في النسبة إلى الله تعالى .
وقوله{ آية} أي معجزة دالة على رسالة صالح ،{ فذروها تأكل في أرض الله} ( الفاء ) للإفصاح عن شرط مقدم دلت عليه الجملة قبلها ، أي إذا كانت آية الله لنبيه فاتركوها تأكل في الكلأ المباح في أرض الله تعالى ، ولا تمسوها بأي أمر يسوء في ذاته وعاقبته ، وبسببه يأخذكم عذاب واقع لا محالة ، ولذا قال لهم{ ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب} ،( الفاء ) للسببية ، ووصف العذاب بالقريب للدلالة على وقوعه لا محالة وأنه يجيئكم في أقرب وقت ، وفي التعبير{ فيأخذكم} إشارة إلى أنه يأخذهم من مأمنهم إلى حيث الهلاك والدمار .
ولكنهم لم يكترثوا لتحذير نبيهم فعقروها استهانة منهم بتحذيره