القول في تأويل قوله تعالى:وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل صالح لقومه من ثمود ، إذ قالوا له:وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ، وسألوه الآية على ما دعاهم إليه:(يا قوم هذه ناقة الله لكم آية) ، يقول:حجة وعلامة، ودلالة على حقيقة ما أدعوكم إليه، (فذروها تأكل في أرض الله) ، فليس عليكم رزقها ولا مئونتها، (ولا تمسوها بسوء) ، يقول:لا تقتلوها ولا تنالوها بعَقْر، (فيأخذكم عذاب قريب) ، يقول:فإنكم إن تمسوها بسوء يأخذكم عذاب من الله غير بعيد فيهلككم.