القول في تأويل قوله:( أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا ) يقول:أو يصبح ماؤها غائرا ، فوضع الغور وهو مصدر مكان الغائر، كما قال الشاعر:
تَظَـــلُّ جِيَــادُهُ نَوْحــا عَلَيْــهِ
مُقَلَّــــدَةً أعِنَّتَهـــا صُفُونـــا (2)
بمعنى نائحة ، وكما قال الآخر:
هَــرِيقي مِــنْ دُمُوعِهِمـا سَـجَاما
ضُبــاعَ وجَــاوِبي نَوْحــا قِيامَـا (3)
والعرب توحد الغَور مع الجمع والاثنين، وتذكر مع المذكر والمؤنث، تقول:ماء غور، وماءان غَوْر ومياه غَور.
ويعني بقوله:(غَوْرًا) ذاهبا قد غار في الأرض، فذهب فلا تلحقه الرِّشاء.
كما حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة ( أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا ) أي ذاهبا قد غار في الأرض.
وقوله:( فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا ) يقول:فلن تطيق أن تدرك الماء الذي كان في جنتك بعد غَوْره، بطلبك إياه.