القول في تأويل قوله:( وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ) يقول عز ذكره:وإنا لمخرّبوها بعد عمارتناها بما جعلنا عليها من الزينة، فمصيروها صعيدا جرزا لا نبات عليها ولا زرع ولا غرس، وقد قيل:إنه أريد بالصعيد في هذا الموضع:المستوي بوجه الأرض، وذلك هو شبيه بمعنى قولنا في ذلك.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، وبمعنى الجرز، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال:ثني أبي، قال:ثني عمي، فال:ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله:( وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ) يقول:يهلك كلّ شيء عليها ويبيد.
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( صَعِيدًا جُرُزًا ) قال:بلقعا.
حدثنا القاسم، قال:ثنا الحسين، قال:ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
القول في تأويل حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ) والصعيد:الأرض التي ليس فيها شجر ولا نبات.
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا سلمة، عن ابن إسحاق ( وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ) يعني:الأرض إن ما عليها لفان وبائد، وإن المرجع لإليّ، فلا تأس، ولا يحزنك ما تسمع وترى فيها.
حدثنا يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال:قال ابن زيد في قوله ( صَعِيدًا جُرُزًا ) قال:الجرز:الأرض التي ليس فيها شيء، ألا ترى أنه يقول:أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًاقال:والجرز:لا شيء فيها، لا نبات ولا منفعة، والصعيد:المستوي. وقرأ:لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًاقال:مستوية:يقال:جُرِزت الأرض فهي مجروزة، وجرزها الجراد والنعم، وأرَضُون أجراز:إذا كانت لا شيء فيها ، ويقال للسنة المجدبة:جُرُز وسنون أجراز لجدوبها ويبسها وقلة أمطارها، قال الراجز:
قَدْ جَرَفَتْهُنَّ السُّنُونَ الأجْرَازْ (3)
يقال:أجرز القوم:إذا صارت أرضهم جُرُزا، وجَرَزوا هم أرضهم:إذا أكلوا نباتها كله.