{صَعِيداً}: الصعيد: ظهر الأرض .
{جُرُزاً}: أرضاً لا نبات فيها .
{وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً} أي أرضاً لا نبات فيها ،وهو كنايةٌ عن فقدان حركة الحياة فيها ،باعتبار أن النبات يمثل الحياة النامية الحلوة التي تمد الإنسان بالقوّة عندما تمدّه بالغذاء ،وتمنح الوجود جمالاً ،من خلال ما تثيره فيه من الخضرة الطافرة الحلوة .
وهذه هي الصورة التي يريد القرآن أن يؤكدها في وعي الإنسان ،فلا يستسلم لزينة الحياة الدنيا ،فيعتبرها شيئاً خالداً يستريح له ،ويطمئن إليه ،ويتحرك معه كهدفٍ يسعى إليه ...بل عليه أن يعتبرها مجرد زينةٍ طارئةٍ ،كحالةٍ عابرةٍ ،ليستغرق في داخلها في نطاق الفكرة التي يستوحيها ،والدرس الذي يأخذه ،والعمل الذي يعمله ...ليبقى له ذلك منها ،كرصيدٍ للدار الآخرة ،عندما تتحول الحياة إلى شيءٍ لا أثر فيه لأيّة حركةٍ ولأيّة حياة .