يقول تعالى ذكره:وقال الرسول يوم يعضّ الظالم على يديه:يا ربّ إن قومي الذين بعثتني إليهم لأدعوهم إلى توحيدك اتخذوا هذا القرآن مهجورا.
واختلف أهل التأويل في معنى اتخاذهم القرآن مهجورا, فقال بعضهم:كان اتخاذهم ذلك هجرا, قولهم فيه السييء من القول, وزعمهم أنه سحر, وأنه شعر.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو, قال:ثنا أبو عاصم, قال:ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال:ثنا الحسن, قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قوله:( اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) قال:يهجُرون فيه بالقول, يقولون:هو سحر.
حدثنا القاسم, قال:ثنا الحسين, قال:ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, قوله:( وَقَالَ الرَّسُولُ ) ... الآية:يهجرون فيه بالقول. قال مجاهد:وقوله:مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَقال:مستكبرين بالبلد سامرا مجالس تهجرون, قال:بالقول السييء في القرآن غير الحقّ.
حدثني الحارث, قال:ثنا الحسن, قال, ثنا هشيم, عن مغيرة, عن إبراهيم, في قول الله:( إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) قال:قالوا فيه غير الحقّ، ألم تر إلى المريض إذا هذي قال غير الحق.
وقال آخرون:بل معنى ذلك:الخبر عن المشركين أنهم هجروا القرآن وأعرضوا عنه ولم يسمعوا له.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:قال ابن زيد, في قول الله:( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبّ إِنَّ َ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) لا يريدون أن يسمعوه, وإن دعوا إلى الله قالوا لا. وقرأوَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُقال:ينهون عنه, ويبعدون عنه.
قال أبو جعفر:وهذا القول أولى بتأويل ذلك, وذلك أن الله أخبر عنهم أنهم قالوا:لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ, وذلك هجرهم إياه.