يقول تعالى ذكره:قال موسى لفرعون:فعلت تلك الفعلة التي فعلت, أي قتلت تلك النفس التي قتلت إذن وأنا من الضالين. يقول:وأنا من الجاهلين قبل أن يأتيني من الله وحي بتحريم قتله عليّ. والعرب تضع من الضلال موضع الجهل, والجهل موضع الضلال, فتقول:قد جهل فلان الطريق وضل الطريق, بمعنى واحد.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو, قال:ثنا أبو عاصم, قال:ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال:ثنا الحسن, قال:ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد:( وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ) قال:من الجاهلين.
حدثنا القاسم, قال:ثنا الحسين, قال:ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, مثله.
قال ابن جُرَيج:وفي قراءة ابن مسعود:"وأنا مِنَ الجَاهِلِينَ".
قال:ثنا الحسين, قال:ثنا أبو سفيان, عن معمر, عن قتادة:( وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ) قال:من الجاهلين.
حُدثت عن الحسين, قال:سمعت أبا معاذ يقول:أخبرنا عبيد, قال:سمعت الضحاك يقول في قوله:وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَفقال موسى:لم أكفر, ولكن فعلتها وأنا من الضالين. وفي حرف ابن مسعود:"فعلتها إذا وأنا من الجاهلين ".
حدثني يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:قال ابن زيد في قوله:( قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ) قبل أن يأتيني من الله شيء كان قتلي إياه ضلالة خطأ. قال:والضلالة ههنا الخطأ, لم يقل ضلاله فيما بينه وبين الله.
حدثني محمد بن سعد, قال:ثني أبي, قال:ثني عمي, قال:ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس:( قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ) يقول:وأنا من الجاهلين.