وقوله:( وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ) يقول تعالى ذكره:وهذه الأمثال، وهيالأشباه والنظائر (نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ) يقول:نمثلها ونشبهها ونحتجّ بها للناس، كما قال الأعشى:
هَـلْ تَذْكُـرُ العَهْـدَ مِـنْ تَنَمَّـصَ إذْ
تَضْــرِبُ لــي قـاعِدًا بِهـا مَثَـلا (4)
( وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ ) يقول تعالى ذكره:وما يعقل أنه أصيب بهذه الأمثال التي نضربها للناس منهم الصواب والحقّ فيما ضربت له مثلا(إلا الْعَالِمُونَ) بالله وآياته.
--------------------
الهوامش:
(3) العبارة من أول قوله "كما لم يغن عنهم ... إلى هنا":عسرة الفهم. فلتتأمل.
(4) البيت لأعشى بني قيس قيس بن ثعلبة (ديوانه طبع القاهرة بشرح الدكتور محمد حسين ص 237) وفيه "في"في موضع "من"و"في"أوجه. وتنمص، بفتح أوله وثانيه، بعده ميم مشددة مضمومة. وصاد مهملة:موضع. هكذا ذكره أبو حاتم، وأنشد للأعشى:
هـل تعـرف الـدر فـي تنمـص إذ
تضــرب لــي قـاعدًا بهـا مثـلا
وتنمص في ديار حمير، لأنه مدح بها ذا فائش الحميري، وزعم أنه قال له:ما لك لا تمدحني، وضرب له مثلا. (انظر معجم ما استعجم للبكري. ترتيب مصطفى السقا ص 322). والبيت من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن (185 - أ) وروايته:هل تذكر العهد في تنمص. والمؤلف استشهد به عند قوله تعالى:(وتلك الأمثال نضربها للناس). قال أبو عبيدة:مجازه:هذه الأشباه والنظائر نحتج بها.