القول في تأويل قوله:الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60)
قال أبو جعفر:يعني بذلك جل ثناؤه:الذي أنبأتك به من خبر عيسى، وأنَّ مثله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له ربهكُنْ= هو الحق من ربك، يقول:هو الخبر الذي هو من عند ربك ="فلا تكن من الممترين "، يعني:فلا تكن من الشاكين في أنّ ذلك كذلك، (29) كما:-
7167 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:"الحق من ربك فلا تكن من الممترين "، يعني:فلا تكن في شكّ من عيسى أنه كمثل آدم، عبدُ الله ورسوله، وكلمةُ الله ورُوحه.
7168 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله:"الحق من ربك فلا تكن من الممترين "، يقول:فلا تكن في شكّ مما قصصنا عليك أنّ عيسى عبدُ الله ورسوله، وكلمةٌ منه ورُوحٌ، وأنّ مثله عند الله كمثل آدم خلقه من تُراب ثم قال له كن فيكون.
7169 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير:"الحق من ربك "، ما جاءك من الخبر عن عيسى ="فلا تكن من الممترين "، أي:قد جاءك الحق من ربك فلا تمتَرِ فيه. (30)
7170 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:"فلا تكن من الممترين "، قال:والممترون الشاكون.
* * *
"والمرية ""والشك ""والريب "، واحد سواءٌ، كهيئة ما تقول:"أعطني""وناولني""وهلم "، فهذا مختلف في الكلام وهو واحد.
---------------
الهوامش:
(29) انظر تفسير"الامتراء"، وتفسير نظيرة هذه الآية فيما سلف 3:190 ، 191.
(30) الأثر:7169- سيرة ابن هشام 2:231 ، 232 ، وهو تتمة الآثار التي آخرها رقم:7165 ، فانظر التعليق على هذا الأثر. وفي سيرة ابن هشام"فلا تمترين فيه"، وهي أجود.